تعدّ الحرائق كابوسًا لا يودّ أحدٌ أن يعيشه؛ فهي طامّة كبرى، من الممكن أن تلمّ بأيّ شخص، وفي أيّ وفي وقت، وأيّ مكان؛ فهي لا تحتاج لسوى الشرارة الأولى لكي تُضرم في كلّ متاع وتستعر؛ ولذلك كانت أنظمة إطفاء الحريق المنقذ والحائط والسد المنيع بيننا وبين هذا الكابوس المخيف، ولقد ساهمت التكنولوجيا بحظٍّ كبير، في أن تجعل هذا الكابوس مجرّد خطر نتحرّز منه بتلك الأنظمة، بأيّة تكلفة، فكلّ تكلفة تُنفق في مواجهة هذا الخطر، لا تتعدّى جزءًا ضئيلًا من الممكن أن ننفقه في التخلّص من آثار ذلك الحريق حالَ حدوثه، فما بالنا بالخسائر نفسها، ونظام الإطفاء الآليّ هو العين الساهرة لمواجهة ذلك الخطر، وهو موضوع مقالنا، فتابعونا.
أنظمة الإطفاء
يوجد العديد من أنظمة الإطفاء المنتشرة، والتي تنال قبولًا عامًّا، وثقةً كبيرةً لدى الكثير من العملاء، يمكن تصنيفها على النحو التالي:
أوّلًا: أنظمة الإطفاء التقليديّة
وهي تتكوّن من مجموعة من الأنظمة التي تجمعها صفة مشتركة، وهي أنّ العنصر البشريّ جزء أساسيّ فيها، وتتمثّل في الآتي:
الهايدرينت: وهو خرطوم مياه مصمّم من نسيج مرن قابل للطي،ّ قطره في المتوسط من 1.5 إلى 6 إنش، وبطول يصل إلى حوالي 50م، ويُحفظ مطويًّا داخل صندوق معدّ لذلك الغرض، متّصل بمصدر جاهز للمياه، يُستخدم يدويًّا عند اللزوم، ويفضّل تواجده بكلّ طابق من طوابق المبنى.
أسطوانات الإطفاء: وهي عبارة عن أسطوانات متعدّدة الأحجام، تكون مملوءة بغاز CO² المضغوط، أو الفوم، أو أي مادة كيميائيّة أخرى للإطفاء، ويتمّ حملها لاستخدامها مباشرةً يدويًّا مع الحرائق.
وما يؤخذ على هذه الأنظمة هو التدخّل اللاحق بعد اشتعال الحريق؛ مما قد يؤدّي إلى عدم التدخّل في الوقت المناسب، وقد يكون بعد تفاقم المشكلة.
ثانيًا: أنظمة الإطفاء الحديثة
هذه الأنظمة تعتمد على الإنذار المبكّر للحريق، من خلال استخدام حسّاسات خاصّة للإنذار بالحريق، مثل كواشف الدخان، وكواشف الحرارة، أو الاثنين معًا، وهذه بدورها يوجد منها نوعان:
النوع غير المتسلسل (العادي): وهو يعتمد على تواجد كواشف الحريق، دون أن يكون من مكوّنات النظام اللوحة الرقميّة، لبيان مكان الحريق بالضبط، ولكن عند حدوث الإنذار بالحريق تُتّخذ جميع الإجراءات العمليّة للإطفاء، كإخلاء المبنى، واختيار أداة الإطفاء المناسبة لعمليّة الإطفاء، وهذا النوع مناسب للأماكن المحدّدة والمعلومة.
النوع المتسلسل: وهو يعتمد أيضًا على الحسّاسات الكاشفة للحريق، ولكنه يمتاز عن النوع الأوّل بتواجد اللوحة الرقميّة الخاصّة بالنظام، والتي تبين رقم الكاشف، وبالتالي تحديد المكان المتواجد به الحريق بالضبط؛ مما يسهّل عملية الوصول إلى مكان الحريق وإطفائه في أسرع وقت ممكن ، وهذا النوع مناسب للبنايات متعدّدة الطوابق والغرف، كالمستشفيات مثلًا.
ثالثًا: نظام الإطفاء الآليّ (الأوتوماتيكيّ)
يعدّ النظام الأوتوماتيكيّ من أحدث الأنظمة المتّبعة في الإطفاء، وأكثرها كفاءةً وفاعلية، وللأهمية العمليّة لهذا النظام، سوف نتناوله بالتفصيل على النحو التالي:
مكوّنات النظام الآليّ:
تعتمد مكوّنات النظام على مادة الإطفاء المستخدمة في النظام، والتي يترتّب عليها اختيار أغلب المكوّنات الماديّة له، وذلك كالآتي:
المكوّنات الماديّة المشتركة: وهي عبارة عن شبكة المواسير التي تنتهي بنهايات طرفيّة من الرشاشات الموزّعة على الأماكن المستهدفة، ومصدر ثانوي للطاقة.
المكوّنات الماديّة الخاصّة: وهي عبارة عن مجموعة من المحابس الخاصّة، التي تناسب مادة الإطفاء، والمضخّة المناسبة أيضًا لمادة الإطفاء، وفي حالة استخدام الإطفاء بالفوم يضاف إلى النظام خزّانات خلط الفوم بالماء، وخزّانات المادة الكيميائيّة المستخدمة لعمل الفوم، أو الأسطوانات الخاصّة بمادة الإطفاء المُزمع استخدامها.
المكوّنات الإلكترونيّة: وهي عبارة عن مجموعة الحسّاسات الكاشفة للحريق أو مقدّماته، كحسّاسات الدخان، أو الحرارة، أو الاثنين معًا، أو حسّاسات اللهب، ولوحة التحكّم الإلكترونيّة الخاصّة بتحديد أماكن الحسّاسات، التي تنبّه بحدوث الحريق، والتي تعمل على تشغيل النظام آليًّا، عند تلقّي الإشارة الخاصّة من الحسّاس المتواجد بمكان الحريق، وأيضًا ما تتطلّبه هيئة الدفاع المدنيّ من اشتراطات.
كيفيّة عمل النظام الآلي
عند حدوث الحريق، أو مقدّماته، تقوم الحسّاسات- والتي تمّ برمجتها على حدٍّ معين، كحدّ أدنى لتحقّق حدوث الحريق- بإصدار الإشارة إلى لوحة التحكّم، والتي تقوم بدورها بإصدار الأوامر للنظام ومكوّناته المختلفة، بالعمل لإطفاء الحريق.
فوائد نظام الإطفاء الآليّ
هناك العديد من الفوائد التي يقدّمها نظام الإطفاء الآليّ، والتي من أهمّها تدارك الحريق وقت حدوثه وقبل استفحاله، وبقاء النظام على أهبّة الاستعداد في أيّ وقت؛ٍ للتعامل مع أيّ طارئٍ باليل أو النهار، حتّى في العطلات الرسميّة.
يعدّ نظام الإطفاء الآليّ من أبرز أنظمة الإطفاء المعروفة، وأعلاها كفاءة وفاعليّة، والتي تعدّ أنسب ما يكون للمناطق الحيويّة، كالمستشفيات، والفنادق، والمطارات، والمناطق القابلة للانفجار كخزّانات الوقود، وغيرها.
التعليقات