تعدّ عمليّة نقل البيانات أو الملفّات ما بين الأجهزة المختلفة، من الأشياء الضروريّة التي لا يمكن الاستغناء عنها؛ فحتّى وقت قريب كانت تتمّ هذه العمليّة عبر توصيل الأجهزة المختلفة ببعضها البعض سلكيًّا لإجرائها، وما يترتّب على تلك الأسلاك من تعقيدات ومخاطر، وبالطبع كانت تتعذّر عمليّة النقل إذا كنت خارج البيت، أو أنّ أدوات وكابلات التوصيل ليست في متناول يديك، لكن حاليًّا وبعد تقدّم التكنولوجيا، وابتكار تكنولوجيا البلوتوث، أصبحت عمليّة نقل البيانات والملفّات بين الأجهزة، أو التواصل فيما بينها عملية يسيرة لا تتجاوز ضغطة زرّ، فما هو البلوتوث؟ تعالوا بنا نتعرّف عليه سويًّا من خلال هذا المقال، فتابعونا.
ما هو البلوتوث
جميعنا يستعمل الأجهزة اللاسلكيّة بشكلٍ أو بآخر، مثل الراديو، والتليفزيون، أو حتّى الهاتف، فكلّ تلك الأجهزة تتواصل فيما بينها وبين مصدر البثّ عن طريق الموجات الكهرومغناطيسيّة.
إذًا وبنفس الطريقة يمكن تواصل الأجهزة فيما بينها، ولكن بهدف آخر وهو نقل الملفّات والبيانات، باستخدام موجات تختلف عن موجات الراديو، من حيث الطول الموجيّ والتردد، لإتمام العمليّة بدون أيّ تداخل موجيّ مع أجهزة لاسلكيّة أخرى، وهو ما يطلق عليه تقنية البلوتوث.
ماهيّة تقنية البلوتوث
تشبه تقنية البلوتوث تقنية الموجات اللاسلكيّة الراديويّة، ولكنّها مصمّمة بشكلٍ أساسيّ للاتّصال عبر مسافات قصيرة المدى، وذلك في حدود بضعة أمتار، وكان أوّل إصدارٍ له بغرض ربط بعض الأدوات الملحقة بالحاسوب، مثل الكاميرا والماوس، أو وصل سماعة الأذن بالهاتف.
وبصفةٍ عامّة هي: “تقنية نقل البيانات التي لا تحتاج إلى سرعة عالية بين الأجهزة لاسلكيًّا”.
كيفيّة عمل البلوتوث
لكي يعمل البلوتوث بين الأجهزة المختلفة يجب أن يكون كلٌّ منها مزوّد بنفس التقنية، ويمكن تناول كيفيّة عمله على النحو الآتي:
التحويل: يقوم الجهاز المرسِل بتحويل الملفّات والبيانات إلى موجات تردديّة- كهرومغناطيسيّة- تتمركز حول التردّد 2.45 ميجا هرتز، على مدى 79 تردّدًا مختلفًا، بالتناوب العشوائيّ بين التردّدات، كنوعٍ من تأمين نقل البيانات؛ حتّى لا تستطيع الأجهزة القريبة التداخل مع الأجهزة المحدّدة الاقتران، أي الأجهزة التي تمّ اقترانها، ويُطلق على تلك العمليّة في بعض الأحيان التهيئة.
التوليف (الاقتران): بعد أن تمّت عمليّة التهيئة من قِبل الجهاز المرسِل، لابد وأن يكون الجهاز الآخر، أو الأجهزة الأخرى القريبة المراد اقترانها- بما يعادل ثمانية أجهزة- قد قامت هي الأخرى بعمليّة التهيئة، وهي عبارة عن إرسال إشارة قصيرة يُطلق عليها إشارة التعرّف إلى المحيط الخارجيّ أيضًا، يلتقطها الجهاز المرسِل ويتعرّف من خلالها على الجهاز المقابل (المستقبِل).
وعمليّة التعرّف هذه عمليّة في غاية الأهمية؛ حيث أنّه يتمّ بناءً عليها تحديد المدى التردّدي بين الجهازين، وما يُطلق عليها شفرة التهيئة، ويتمّ من خلالها أيضًا تأكيد الاقتران بين الأجهزة المعنيّة.
البثّ: بعد أن قام الجهاز المرسِل بعمليّة التحويل الموجيّ للبيانات، وتأكّدت عمليّة التعرّف (الاقتران)، يقوم بإرسالها إلى المحيط الخارجيّ عبر الموجة التي تمّ الاقتران عليها دون غيرها- الطيف المنشور- بما لا يتجاوز عدّة أمتار.
الاستقبال: يقوم الجهاز المستقبِل باستقبال تلك البيانات والملفّات المرسلة من الطرف الآخر، وتحويلها إلى سلسلة من البيانات الرقميّة، والتي تشبه لغة الحاسوب، وما بين عمليتيّ الإرسال والاستقبال، يتمّ تغيير تردّد الإرسال عشوائيًّا بين الأجهزة المقترنة آلاف المرّات.
حيث تتمّ عمليّة التغيير بالتوافق والتزامن فيما بينها سويًّا، كنوعٍ من تأمين نقل البيانات، وتعدّ هذه العمليّة من أهمّ ما يميّز تقنية البلوتوث.
إعادة التحويل: بعد إتمام عمليتيّ الإرسال والاستقبال من قِبل الطرفين، يُعيد الطرف المستقبِل قراءة تلك البيانات مرّةً أخرى، وفقًا لهيئتها الصوتيّة، أو المرئيّة، أو المقروءة.
البلوتوث Bluetooth و الواي فاي Wifi
كثيرٌ من الناس يخلط بين تقنية البلوتوث وخاصية الواي فاي Wifi، ولكن في الحقيقة هناك فارقٌ كبيرٌ بينهما، يمكن إيضاحه في الآتي:
أوّلًا: البلوتوث
- مسافة الربط: يُستخدم البلوتوث لربط الأجهزة من خلال الوصلة اللاسلكيّة التي يُطلق عليها (آد هوك)، ويتمّ الربط بين تلك الأجهزة ضمن مسافات قصيرة جدًّا.
- مدّة الربط: يُستخدم البلوتوث من أجل الاتّصال، ونقل البيانات القصيرة زمنيًّا.
- نسبة التأمين: يعدّ البلوتوث أكثر أمانًا في نقل البيانات، وذلك وفقًا لما يتّبعه من تقنية خاصّة به في الإرسال والاستقبال.
- الأمان: وعلى المستوى الصحيّ فيعتبر المستخدم لتقنية البلوتوث مازال في المنطقة الآمنة صحيًّا عند استخدامه.
ثانيًا: الواي فاي
- مدّة الربط: أما تقنية الواي فاي فهي مصمّمة لربط أجهزة أكثر ولمسافة أكبر، بالنسبة للبلوتوث، والتي تتجاوز ثمانية أجهزة.
- الربط الخارجيّ: تمّ إعداد تلك التقنية للتعامل مع شبكة الإنترنت، وإمكانيّة الربط الخارجيّ.
- الأمان: وحيث أنّ تلك التقنية تستخدم طاقة أكبر من البلوتوث؛ لذا تعدّ أقلّ أمانًا من الناحية الصحيّة عن البلوتوث.
وعلى العموم فهما تقنيتان متكاملتان، ولكنّ لكلٍّ منهما غرضها الذي أُنشئت من أجله.
اقرا أيضا
- ما هي خاصية NFC؟ وأهم استخداماتها ؟
- ما هو نظام LTE؟ وكيف يعمل؟ واهم استخداماته
- مكونات شبكات الحاسوب؟ لكلاً من الهارد وير والسوفت وير
يعدّ البلوتوث نقلة وطفرة تكنولوجيّة نوعيّة في اتّصال الأجهزة المختلفة لنقل البيانات فيما بينها، مع تحقيق مستوى عالٍ من الأمان، إذًا فيجب عند شراء أيّ جهاز التحقّق من تواجد تلك الميزة الفريدة، وإلا فعليه استخدام وصلة بلوتوث خارجيّة.
التعليقات