تتعدّد وسائل التواصل لإنهاء المهام، فمنها الاتصال المباشر لإعطاء الأوامر وتلقّيها، ومن ثَمّ تنفيذها، ومنها التواصل من خلال وسائط الحفظ المختلفة، سواء الملفّات الورقيّة التقليديّة، أو وسائط الحفظ الإلكترونيّة، وكانت تلك الوسائل تتطلّب انتقال العاملين بين الإدارات المختلفة؛ لإنجاز تلك المهام؛ مما يستغرق ذلك وقًتا لإنجازها، وزيادة تكاليف العمل.
فكانت شبكات الحاسوب الداخليّة هي الحلّ الأمثل لإنجاز تلك المهام بشكل مباشر، بحيث يستطيع المختصّون تبادل البيانات والمعلومات، من خلال حواسيبهم وهم بمكاتبهم، ثمّ تطوّرت الشبكة لتشمل جميع فروع الشركة المنتشرة في عدّة أماكن، ثمّ تطوّر الأمر بالوصول إلى شبكة الإنترنت؛ لتجعل من العالم قرية صغيرة، وتشمل كافة مجالات ومناحي الحياة، وذلك من خلال أنواع مختلفة من الشبكات، وهو موضوع مقالنا، فتابعونا.
ماهيّة الشبكة
تشير كلمة الشبكة إلى الوسيلة التي تربط بين مجموعة من الحواسيب المختلفة، بحيث يستطيع كل حاسوب تبادل وإخراج البيانات والمعلومات، مع جميع الحواسيب المرتبطة معه، بوسائل الإخراج المطبوعة والمرئية المتعددة، وذلك في حدود ما يتيحه ويسمح به كل حاسوب، أي تأمين بيانات كل حاسوب بشكلٍ منفرد.
وعليه يمكن تعريف الشبكة بأنها هي: ” الوسيلة التي تربط بين حاسوبين أو عدّة حواسيب، وتنسّق فيما بينها، لتبادل البيانات والمعلومات وتأمينها، مع إمكانيّة إخراجها على وسائط الإخراج المختلفة”.
أهم أنواع الشبكات
لقد تطوّرت الشبكات في السنوات الأخيرة تطورًا مذهلًا، من الانتقال من وسيلة الاتصال السلكيّة، إلى الوسائل اللاسلكيّة المختلفة، هذا من حيث الكيفيّة، أما من حيث التكلفة، فقد انخفضت انخفاضًا كبيرًا؛ بحيث أنها أصبحت في متناول أغلب من يملكون أجهزة الحاسوب، ويمكن تناول أنواع الشبكات على النحو الآتي:
1- الشبكة المحليّة LAN
LAN وهي اختصاراً لـ Local Area Network ، وفيها ترتبط مجموعة من الحواسيب تصل إلى 1000 حاسوب، في مساحة أو منطقة جغرافيّة صغيرة، وتصل سرعة نقل البيانات من خلالها إلى واحد جيجا بايت، وهذه الشبكة تنقسم إلى نوعين، وذلك حسب نوع الخدمات، أو الغرض المطلوب من الشبكة، وهما:
- الأول التناظري؛ وفيه يتمّ الاتصال بين مجموعة الحواسيب مباشرة، دون استخدام حاسوب مركزيّ لإدارة الشبكة.
- الثاني السيرفر الخادم؛ وفيه يُستخدم حاسوب مركزيّ يُطلق عليه الخادم، يقوم بالتنسيق بين مجموعة حواسيب الشبكة، وهو المسئول عن تقديم خدمات الشبكة.
2- الشبكة الواسعة WAN
WAN وهي اختصاراً لـ Wide Area Network، وهي مكوّنة من مجموعة من الشبكات المحليّة LAN، المترابطة مع بعضها البعض لمجموعة من المدن أو البلدان، وتعتبر سرعة نقل البيانات من خلالها أقلّ نوعًا ما من الشبكة LAN، وهذا النوع من الشبكات تمتلكه مؤسّسات رسميّة، طبقًا للوائح القانونيّة المنظمة لذلك.
3- الشبكة الإقليميّة MAN
MAN وهي اختصاراً لـ Metropolitan Area Network، وتُستخدم فيها وسيلة اتصال عالية التكنولوجيا، مثل كابلات الألياف الزجاجيّة، ومجموعة من السويتشات -الموجِّهات- وهي تربط مجموعة من الشبكات WAN وLAN، حتى ولو كانت تلك الشبكات متباعدة عن بعضها البعض، وتمتاز بسرعة نقل عالية للبيانات.
4- الشبكة المنزليّة HAN
HAN اختصاراً لـ Home Area Network، وهي تربط بين عدّة أجهزة منزليّة، كالحوسيب، والموبايلات، وأجهزة التليفزيون، وهكذا.
5- الشبكة الشخصيّة PAN
PAN اختصاراً لـ Personal Area Network، وهي تَستخدم تكنولوجيا البلوتوث لربط جهازين أو أكثر، وهي شبكة قصيرة المدى لا تتعدّى عدّة أمتار، يتمّ إنشاؤها وفقًا لرغبات الأشخاص.
6- الشبكة الافتراضيّة VPN
VPN اختصاراً لـ Virtual Private Network، ويتمّ إنشاؤها بين عدّة أجهزة متقاربة؛ لتبادل البيانات فيما بينها.
فوائد الشبكات
تقدّم شبكات الحاسوب العديد من الخدمات، يمكن تناولها في الآتي:
- توفير العديد من البيانات والمعلومات، وسهولة تداولها بين المستخدمين.
- إمكانيّة مشاركة العديد من الوسائط الطرفيّة كالطابعات، والمواسح الضوئية؛ مما يوفّر الكثير من النفقات.
- توفير العديد من وسائط التخزين، التي كانت تُستخدم في نقل الملفّات من جهاز لآخر.
- توفير الوقت والجهد في تداول البيانات، أو إعطاء الأوامر داخل الهيكل التنظيميّ.
- اكساب العديد من الخبرات، من خلال تداولها عبر الشبكات.
لقد ساهمت الشبكات المختلفة في تقليص المسافات بين شعوب العالم، وجعلت من العالم قرية صغيرة، يتمّ تفقّد جميع جوانبها من جهاز الحاسوب، كما خلقت تلالًا من البيانات والمعارف في شتى مجالات العلم، فوفّرت بذلك أعماراً وسنواتٍ مضنية، كانت تُنفق بحثًا عن جزءٍ ضئيلٍ منها، وما كان ذلك ليحدث إلا بفضل توافر تلك الشبكات.
التعليقات