تعدّ الحرائق من أكبر الأخطار التي تهدّد الممتلكات والأرواح، بل وأعظمها بشاعة، فكثيرًا ما سمعنا من وسائل الأخبار عن نشوب حريق في بعض البنايات، أو المنشآت، وقد تسبّب في خسائر فادحة، والسبب قد يكون بسيطًا، وكان من الممكن تفاديه مسبقًا، باتّباع أنظمة الإطفاء المبكّرة ووسائل الحماية، ومع التطوّر التكنولوجيّ في تلك الأنظمة، جعل منها آليّة ذات فاعليّة عالية، لا يمكن التغاضي عنها عند تصميم أيّ مبنى أو منشأة، وأنظمة إطفاء الحريق هي موضوع مقالنا، فتابعونا.
ماهيّة أنظمة إطفاء الحريق وتعريفها
عندما ينشب أيّ حريق في أيّ مبنى، أو منشأة لابد وأن ترافقه مجموعة من الخسائر؛ ولذلك كان الناس يهرعون إلى إخمادها بأي وسيلة، ومع استخدام الوسائل التقليديّة لإطفاء الحريق، كانت تتفاقم المشكلة سوءًا، ولكن مع التقدّم التكنولوجيّ، ظهرت العديد من أنظمة إطفاء الحريق، اليدويّة، والأوتوماتيكيّة.
والتي يمكن تعريفها بأنها: “شبكة البايبات (رشاشات) مرتبطة بمضخّات مياه تعمل أوتوماتيكيا بمجرّد نشوب الحريق، أو عند ظهور مقدّماته، من خلال مجموعة من الحسّاسات، ودون حاجة إلى العنصر البشريّ، أو التي تعمل يدويًّا باستخدام مضخّات الإطفاء اليدويّة، مستخدمةً المركّبات الكيميائيّة الجافّة، والرطبة المضادة للحرائق”.
أنظمة إطفاء الحريق
أدّت الكثافة السكانيّة المتزايدة إلى تلاصق البنايات، وأيضًا دفعت الإنسان إلى التوسّع الرأسيّ بزيادة ارتفاعات المباني؛ ممّا أدّى إلى تصاعد الآثار السلبيّة للحرائق، وعدم القدرة على سرعة إطفائها بالطرق التقليديّة؛ ممّا دفع إلى تنوّع أنظمة الإطفاء، والتي يمكن تناولها على النحو الآتي:
أوّلًا: أنظمة إطفاء الحريق العادية
وهي أنظمة يتمّ استخدامها يدويًّا عند اللزوم، وتتكّون من:
مضخّات المياه العاديّة:
وهي عبارة عن خرطوم إطفاء Hyrant قابل للطيّ، ذو أقطار تتراوح ما بين واحد، واثنين ونصف إنش (بوصة)، ويكون متّصلًا بمضخّة المياه مباشرةً، ويزيد طوله عن المسافة ما بين أقصى نقطة يمكن تغطيتها والمضخّة، ويمكن عمل نقطة إطفاء منه لكلّ طابق.
أسطوانات الإطفاء:
وهي أسطوانات مختلفة الحجم، ويوجد منها عدّة أنواع، يمكن إيضاحها على النحو التالي:
أسطوانات غاز ثاني أكسيد الكربون Co2 السائل: ويتمّ ملؤها بهذا الغاز المضغوط، وهو يمتاز بثقل كثافته عن غاز الأكسجين؛ ممّا يساعده على أن يكون أسبق من الأكسجين إلى تغطية النيران وإطفائها، ويناسب هذا النظام الحرائق الناتجة عن السوائل المشتعلة، والماس الكهربائيّ، والحرائق من النوع (A).
أسطوانات غاز FM200: وهو من الغازات عديمة اللون والرائحة، وسريعة الإطفاء للحرائق، وتناسب الحرائق الناتجة عن السوائل المشتعلة أيضًا، والمواد الصلبة، والماس الكهربائيّ، والحرائق من النوع (A)، و(B)، وهي الأنسب للأماكن التي تحتوي على أجهزة الحواسيب، والخزائن.
النوع الرطب (أسطوانات الرغوة): وهي تحتوي على موادّ كيميائيّة مضغوطة، تُحدث رغوة عن إطلاقها في الهواء، وهي تمتاز بأنها ذات رغوة خفيفة الوزن، شديدة الالتصاق بالأجسام، شديدة البرودة؛ مما يجعلها تعزل الحرائق عن الهواء، وبالتالي تعمل على سرعة إخمادها، وكذلك فهي تطفو فوق سطح السوائل المشتعلة، فتعمل على إطفائها، وتبردها إلى درجة الحرارة الأقلّ من الاشتعال، فتصبح غير قابلة للاشتعال، فتعمل على إطفاء النيران بسرعة وكفاءة عالية.
ثانيًا: أنظمة الإطفاء الأوتوماتيكيّة
وهي أنظمة إطفاء غير تقليديّة، ولا تعتمد على العنصر البشريّ؛ حيث تعتمد على مستشعرات النيران (الحسّاسات)، فتُفتح وتُغلق أوتوماتيكيًّا، ويمكن تناولها بالتفصيل فيما يلي:
مضخّات المياه: وهي تتكوّن من شبكة مياه يتمّ توزيعها على جميع حجرات المبنى، ويفضل تركيبها مع إنشاء المبنى ذاته، وهي تنتهي طرفيًّا برشاشات الماء، والتي تعمل عند حدوث الحريق أو مقدّماته تلقائيًا، وهي مضخّات تعمل كهربائيًّا، واحتياطيًّا بالديز.
مضخّات إطفاء الحريق الجافّة والرطبة: وهي عبارة عن أسطوانات كبيرة الحجم، تعمل أيضًا عبر شبكة من المواسير؛ حيث تعمل بمضخّات غاز ثاني أكسيد الكربون، أو FM200، أو المركّبات الكيميائيّة، التي تُحدث رغوة عند إطلاقها في الهواء، والسابق ذكرها في البند أوّلًا، ولكنّ الفارق في هذا النظام أنّها تعمل أوتوماتيكيًّا، عبر شبكة من المواسير، والتي يفضل تصميمها وتركيبها مع إنشاء المبنى.
حتميّة أنظمة إطفاء الحريق
نظرًا لما تسبّبه الحرائق من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، مع إمكانيّة اتّساع رقعتها، فقد نصّت هيئة الدفاع المدنيّ على ضرورة تواجد أيٍّ من أنظمة الإطفاء المناسبة، عند استخراج تصريح المبنى أو المنشأة؛ تحرّزًا من أخطار تلك الحرائق.
لقد تقدّمت أنظمة إطفاء الحريق، بالشكل الذي يجعل الإنسان مطمئنًّا على نفسه وأمواله، فيجب عليه ألّا يتهاون في توافر إحداها بمنزله أو بمنشأته.
التعليقات