يتكوّن الحاسوب من مكوّنين رئيسين مختلفين عن بعضهما تمامًا، هما الهاردوير، وهو الجزء الماديّ من الحاسوب، أي الجزء الملموس منه، والجزء الثاني وهو السوفتوير، وهي مكوّنات غير ملموسة من الحاسوب؛ فهي التي تملي على الحاسوب ماهيّة المهمّة المطلوبة منه، وكيفيّة إنجازها، وآلية إخراجها عبر وحدات الإخراج المختلفة؛ حيث تتلقى تعليمات المستخدم بلغته، وتحوّلها إلى لغة الآلة التي تفهمها -10- ثم تتلقّى النتائج من الحاسوب بلغة الآلة، وتخرجها للمستخدم باللغة التي يفهمها.
فالبرمجيّات هي العقل المعنويّ للحاسوب، وبرامج الحاسوب ليست واحدة؛ إذ أنها تختلف وتتعدّد طبقًا للأغراض التي أعدّت من أجلها، ولكل برنامج منها مميزاته الخاصة، وهو موضوع مقالنا، فتابعونا.
ماهيّة برمجيات الحاسوب
تمثّل برمجيات الحاسوب سلسلة من الأوامر المتتالية، والمرتّبة في تسلسلٍ منطقيٍّ على هيئة خريطة تدفّق، مستخدِمةً خوارزميّات برمجيّة مختصّة، وفقًا للغرض من كل برنامج، سواء كان برنامج تشغيل، أو برنامج تطبيقيّ معين، فتبدأ عملية البرمجة بمقدّمات العمليّة، وتنتهي بالنتائج المنتظرة.
وهي مكتوبة بلغة الآلة التي يتعامل معها ويفهمها الحاسوب، وسطحها الخارجي- إذا جاز التعبير- بلغة المستخدم، والتي تحوّلها أثناء التشغيل إلى لغة الآلة والعكس، وكذلك أثناء عمليّة التغذية المرتدّة، وهي تسيطر على جميع مكوّنات الحاسوب، ابتداءً من عمليّة إدخال البيانات، حتى إخراج المعلومات في الصورة التي يمكن رؤيتها، أو سماعها، أو طباعتها.
أنواع البرمجيّات
تتعدّد البرمجيّات الحاسوبيّة بتعدّد المهام التي نبتغيها من كل برنامج، ولكن يمكن تقسيم تلك البرامج إلى نوعين رئيسين من البرامج، هما برامج التشغيل، والبرامج التطبيقيّة، وسوف نتناول منهما بالتفصيل على النحو الآتي:
أولًا: برامج التشغيل
وهذه البرامج بدورها يوجد منها نوعان، هما:
البرامج الثابتة: ويطلق عليها برامج فيرموير، وهي برامج محدّدة المهام؛ حيث تمّ تحديد مهامّها مسبقًا لا تتعداها إلى غيرها، مثل برامج الساعات الرقميّة، واللوحات المروريّة المضيئة، ولُعب الأطفال الذكيّة، وغيرها.
البرامج الوسيطة: وهي التي تتولّى تحويل جميع المعطيات التي يُغذّي بها المستخدم الحاسوب، وتحويلها إلى لغة الآلة -10- حيث أنه يتمّ عمل شيفرة كل من هذين الرقمين بتكرارهما بتسلسل معين، فتمثّل كل شيفرة حرفًا، أو رقمًا، أو رمزًا، أو أمرًا، وما إلى ذلك من تلك الأمور، حتى يتمّ تكوين ما يشبه مفردات اللغة المتكاملة بهذه الطريقة، ومن أمثلة ذلك برنامج ويندوز، وسولاريس، ولينكس، وغيرها.
وهذه هي برامج وسيطة؛ حيث أنها تقوم بالوساطة بين المستخدم وكذلك البرامج التطبيقيّة، ومكوّنات الحاسوب، ولا يستطيع الحاسوب أداء أيٍ من المهام بدون أحد هذه البرامج.
ثانيًا: البرامج التطبيقيّة
وهي البرامج التي تمّ تصميمها من أجل أداء مهام متخصّصة، كالبرامج الطبيّة، والتجاريّة، والبنكيّة، والهندسيّة، والفنيّة، وغيرها، ومن أشهر البرامج التي يتعامل معها المستخدم العادي، برنامج وورد، وإكسيل، وبوربوينت.
أهم الفروق بين أنواع البرمجيّات
هناك العديد من الفروق بين أنواع البرمجيّات، سواء كانت نظم التشغيل، أو البرامج التطبيقيّة، يمكن تناولها في الآتي:
1- نظم التشغيل
وهي البرامج التي تكون مهامّها تشغيل الحاسوب، والتعرّف على مكوّناته، والأدوات الملحقة به، كالطابعة والماسح الضوئي، وكذلك يقوم باستقبال الأوامر وتمريرها إلى المعالج، كما يقوم بالتوثيق بين مكوّنات الهاردوير، وهي برامج يتمّ تثبيتها على الحاسوب، وتمارس مهامّها أوتوماتيكيًّا بمجرد توصيل الباور بالحاسوب.
فهي برامج تعمل كالمحرك بالنسبة للمركبات، فلا يمكن لأي منهما الاستغناء عن الآخر، وتعدّ جميع تلك البرامج واجهة لنظام التشغيل دوس.
2- البرامج التطبيقيّة
وهي برامج المهام المتخصّصة؛ حيث أنها تختلف عن برامج التشغيل من حيث الهدف، فيتمّ تصميمها لأداء غرض محدّد لا علاقة له بتشغيل الحاسوب، كالبرامج التجاريّة على سبيل المثال، منها ما يعدّ للأغراض المحاسبيّة، والتكاليف والمراجعة.
فخريطة التدفّق الخاصّة بها يتمّ وضعها من قِبل المصمّم، في تسلسل يعمل على تحليل المعطيات، والوصول إلى النتائج، وهذه البرامج لا تعمل بمفردها بدون برامج أنظمة التشغيل.
مميّزات أنواع البرمجيّات
للبرمجيات الحاسوبيّة العديد من المميّزات، نذكر منها ما يلي:
تسهيل التعامل مع الحاسوب؛ حيث يتمّ إعدادها بلغات برمجيّة متقدّمة جدًّا، فتتعامل مع المستخدم بلغته الخاصّة، وتتعامل مع الحاسوب بلغة الآلة، والتي كان يستحيل على المستخدم الإلمام بها كليّة.
- توفير الوقت والجهد في إجراء العمليات المتخصّصة والمعقّدة، والتي تتطلب وقتًا طويلًا لإنجازها.
- تحقيق المهام بدقّة متناهية تصل إلى الصفر خطأ، وهذا ما لا يتوفر للعنصر البشريّ.
- توفير إمكانيّة تبادل البيانات والمعلومات مع أكثر من مصدر، وإخراج النتائج النهائيّة بصور متعدّدة، مثل الطباعة.
تعدّ البرمجيّات ولغة البرمجة، من أهم المعطيات التي خلقت من الحاسوب أداة ذكيّة، ربما تفوق الذكاء البشريّ، وما كان لتلك الآلات الصمّاء أن تؤدي مهامّها بدون تلك البرامج، وما زالت مراكز الأبحاث العلميّة تقدّم منها المزيد، ما لا يمكن تصوّر ما ستكون عليه في المستقبل.
منشور جميل ، لقد شاركته مع أصدقائي.