لاحظ الإنسان وجود الضوء منذ بداية الخليقة، ولكنه كان يظن أن سرعة الضوء لا يمكن أن تقاس بشيء، أو حتى يمكن تقديرها؛ نظرًا للسرعة العظيمة التي ينتشر بها الضوء، في جميع أرجاء المكان، وظل التعامل مع الضوء بهذا الاعتبار حتى عام 1676م؛ حيث أن العالم رومر قدم رؤية مختلفة، أثبت أن الضوء مثله مثل الأجسام المختلفة الأخرى، له سرعة معينة يمكن قياسها، ويعتبر هذا العام هو بداية دراسة الضوء، والعمل على قياس سرعة الضوء، وسوف نتعرف بطريقة مفصّلة على مكتشف سرعة الضوء، في مقالنا هذا فتابعونا.
مفهوم سرعة الضوء
سرعة الضوء هي أكبر سرعة يمكن قياسها حتى الآن؛ حيث ينتشر الضوء بسرعة فائقة في المكان المتواجد به، سواء كان غرفة أو حتي في الفضاء الخارجي، وهو من الثوابت المتعارف عليها في علم الفيزياء، ويرمز لها بالحرف C، ويمكن تعريفها بأنها: ” المسافة التي يقطعها شعاع الضوء خلال زمن قدره ثانية واحدة، وقدرها 299.792.458 م/ث”.
أول من اكتشف سرعة الضوء
علي الرغم من بحث الكثير من العلماء حول سرعة الضوء، إلا أنه يعدّ العالم أبو الريحان البيروني، هو أول من قام بعمل دراسة حقيقية عن سرعة الضوء؛ حيث توصل إلي أن الضوء يحتلّ سرعة لا يمكن أن يضاهيها شئ في الكون؛ فهو أسرع من أي سرعة أخرى يمكن أن تتمّ عمل مقارنة بينهما.
لقد قام العالم أبو الريحان البيروني بعمل تجربة علمية، للمقارنة بين سرعة الصوت، وسرعة الضوء، وأثبت فيها أن الضوء أسرع بكثير من الصوت.
وقد استعان الكثير من كبار العلماء، بدراسات وأبحاث العالم أبو الريحان البيروني في دراسة الضوء، من أجل تحقيق الكثير من الإنجازات، منهم العالم أولي رومر1676 م، والذي اعتمد على أبحاث البيروني، لحساب سرعة الضوء التي قدّرها بمسافة قدرها 299.790 كم/ ث ، ويعدّ أينشتاين واحد من أشهر هؤلاء العلماء الذي قام بوضع الرقم الأكثر دقة وهو 299.792.458 م /ث.
نشأة العالم البيروني
ولد محمد البيروني أبو الريحان، العالم المشهور في خوارزم عام 973 م، وعندما شبّ قام بالالتحاق بكبار العلماء التابعين لحاكم اوزباكستان، كما أنه قام بالترحال من مكان لمكان في مدن آسيا؛ مما كان له دور كبير في اكتساب كمّ كبير من المعرفة في الكثير من العلوم الطبيعية، والفيزيائية، وغيرها الكثير، ثم توفي في مدينة غزنة، التي تقع في أفغانستان عام 1048م.
أهم أبحاث البيروني
قدم أبو الريحان البيروني العديد من الدراسات، في الكثير من المجالات العلمية، التي أفادت العلم والعلماء، ومن أهم ما خلفه وراءه من دراسات:
أبحاث في العلوم الفلكيّة
قام البيروني بدراسة الفضاء، وما يحتويه من كواكب ونجوم، والقمر ومراحل التغير التي يمر بها، ونتيجة لهذه الجهود العظيمة؛ فلقد تمّ إطلاق اسم البيروني علي واحد من البراكين الواقعة على سطح القمر.
في العلوم الرياضيّة
كتب البيروني في علم الرياضيات كثيرًا، كما أنه قام بوضع مؤلف خاص بالمعادلات، والعمليات الحسابية المعقدة.
في المجال الأدبيّ
لم يختص أبو الريحان البيروني بدرس أي مواد أدبية، لكنه كان له بعض الميول في التأليف والكتابة الأدبية، لمجرد كونها هواية، فخلف ورائه مجموعة كبيرة من أروع الكتب الأدبية، كما أنه أظهر اهتمامًا كبيرًا بديوان أبي تمام.
في العلوم الجغرافيّة
أظهر أبو الريحان البيروني تعلقًا بالعلوم الجغرافية، حيث ترك موسوعة هائلة من المعلومات عن خطوط الطول والعرض، وقياس نصف القطر، وغيرها من الدراسات الجغرافيّة.
تشير بعض الأقوال إلي أن البيروني، هو أول من لفت الأنظار نحو وجود جاذبية أرضية، في مقولته التي قال فيها: “بأن هناك قوة غير معروفة، تجذب الأجسام كي تسقط على الأرض”؛ مما كان وحيّ إلهام لنيوتن من أجل اكتشاف الجاذبية الأرضية.
التعليقات