مرت أسلحة الحرب بالعديد من التطورات، وكلّفت ميزانيات الدول الرقم الأكبر من الإنفاق العام، وحظيت القنبلة كسلاح حاسم في الحرب بحظ وافر من الإنفاق والبحث، فتمّ إسناد مهمة القيام بعملية البحث والدراسة من أجل تصميم قنبلة أكثر حسمًا إلي عدد من الجامعات المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تمّ معرفتها تحت مسمي القنبلة النووية،.. ومن أشهر هذه الجامعات جامعة كولومبيا المتواجدة في مانهاتن، وكذلك جامعة شيكاغو، وجامعة كاليفورنيا المقامة في مدينة بيركلي، حيث أجريت الكثير من الأبحاث والدراسات في تلك الجامعات، والذي كلّفها ما يقرب من ملياري دولار في ذلك الوقت، ونظرًا لأهمية وضخامة هذا الاختراع سوف نتناوله بشئ من التفصيل فيما يلي:
روبرت أوبنهايمر صانع القنبلة النووية
تمّ إطلاق اسم “أبو القنبلة النووية” علي العالم الأمريكي “روبرت أوبنهايمر” ، نظرًا لمكانته العلمية الكبيرة في هذا المجال، حيث كان يشغل منصب المدير في مختبر “لوس ألاموس” للاختبارات النووية؛ لذلك أُوكلت إليه مهمة بناء القنبلة النووية، مع القيام بالتجارب في هذا المختبر، من خلال الأبحاث العلمية والفيزيائية الكثيرة التي قام بمراجعتها للعديد من المرات؛ من أجل الوصول إلى معرفة المواد المطلوبة، وكمياتها، ومدى فاعليتها والنتائج التي قد تترتب عليها، وكل هذا قبل البدء في بناء القنبلة بشكل فعلي، من أجل ضمان تحقيق نتائج إيجابية.
علماء شاركوا في اختراع القنبلة النووية
على الرغم من مجهودات العالم الكبير روبرت أوبنهايمر في بناء القنبلة النووية، إلا أنه لم يكن هو المساهم الوحيد في مشروع مانهاتن، الذي أقيم بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية من أجل بناء القنبلة النووية في شيئٍ من السرية، حيث شارك معه مجموعة من كبار العلماء والفيزيائيين، ومن أشهر هؤلاء العلماء:
المخترع إرنست لورنس: قام العالم لورانس أثناء بحوثه الجامعية بمدينة كاليفورنيا بابتكار نظام جديد، يعتمد على الفصل المغناطيسي لليورانيوم ونظائره وكذلك لمادة البلاتينيوم.
المخترع هارولد أوري: استطاع العالم هارولد أوري بمساعدة زملائه في الجامعة أن يقوم باستخدام تكنولوجيا حديثة، تعتمد على استخراج الغاز أثناء التفاعل التسلسلي عند الانشطار النووي .
المخترع إنريكو فيرمي: وجاء العالم إنريكو بجامعة مانهاتن بإجراء أول عملية تفاعل نووي مستخدمًا التفاعل التسلسلي، وفيه تنشطر الذرات بشكل تسلسلي ويتم السيطرة عليها؛ مما أدى إلى القدرة على السيطرة في انشطارها، وهو الأمر الذي أدى إلى اختراع القنبلة الانشطارية والتي تعرف بالقنبلة النووية.
دور اينشتاين في اختراع القنبلة النووية
هناك العديد من الأقوال التي تفيد بدور العالم الكبير ألبرت أينشتاين في بناء القنبلة النووية، ولكن الحقيقة غير ذلك، حيث لم يكن له أي صلة مباشرة ببناء القنبلة، فكل صلته بها هي ابتكاره وتوصله إلى المعادلة التي تفسر العلاقة المتواجدة بين المادة والطاقة، والتي أوضحت أن كمية صغيرة جدًا من الكتلة قد ينتج عنها كمية كبيرة من الطاقة،..
ولكنه لم يكن ينوي صنع القنبلة الذرية نهائيًا، ومن أكثر ما أوضح ذلك رسائله التي قام بنشرها، ونفيه للقب الذي كان سوف يطلق عليه، حيث أرادوا أن يطلقوا عليه اسم الأب للقنبلة الذرية، فقام بنشر رسائل تنفي أي علاقة تربط بينه وبين اختراع القنبلة النووية، حتى لا يكون له أي صلة بما حدث بعد صنع القنبلة الذرية، وإلقائها على اليابان وهيروشيما وما نتج عنه من موت الآلاف في غضون ثوانٍ معدودة، فضلًا عن التشوهات الجسدية والجينية التي كانت مصير الجزء المتبقي، والذي نجا من خطر الموت والهلاك.
عملت أمريكا وبريطانيا على بناء القنبلة النووية من أجل محاربة ألمانيا وضربها، ولكنها لم تقم بذلك، بل عند أول عملية لبناء القنبلة النووية قامت بإلقائها على اليابان، مما نتج عنه آلاف الضحايا والقتلى، وحسم الحرب لصالح أمريكا وحلفائها، ومع أول ظهور للقنبلة تّم تسريب الأبحاث وسرقتها؛ حتى تقوم روسيا هي الأخري بإنشاء القنبلة النووية الخاصة بها، ثم تلتها دولة الصين.
التعليقات