لا جدال في أنّ المياه هي عصب الحياة قديمًا وحديثًا ومستقبلًا، ولا مبالغة أيضًا ممن قال أنّ الماء هو الحياة، فالماء هو قوام الحياة البشريّة ذاتها، وقوام الصناعة، والزراعة، فكثير من المناطق التي لا تصل إليها الكهرباء، أو يصعب وصول الوقود إليها، أو ترتفع تكلفة وصوله، فتُهدر تلك المناطق، بالرغم من قابليتها للزراعة وإقامة المشروعات الصناعيّة عليها؛ وذلك لعدم إمكانية تشغيل أيٍّ من الآلات لتوفير المياه، إضافةً إلى وجود الطاقة البشريّة العاملة ولكن بدون جدوى؛ مما يعدّ إهدارًا لتلك الطاقات، وتلك المساحات الشاسعة؛ ممّا يعدّ في النهاية خصمًا من رقم الدخل القوميّ، ودخل الفرد، ولكن لاح في الأفق أملٌ جديد، وهو غطّاسات الطاقة الشمسيّة، وهو موضوع مقالنا، فتابعونا.
ماهيّة غطّاسات الطاقة الشمسيّة
الغطّاسات هي عبارة عن مضخّات لسحب المياه، وهي تعمل بالطاقة الكهربائيّة المستمدّة من محطّات تزويد الطاقة، أو المستمدّة من الطاقة الشمسيّة، إذن فغطّاسات الطاقة الشمسيّة هي عبارة عن: “مضخّات غاطسة، تعمل على سحب المياه من أعماق الآبار، أو أماكن تواجدها، باستخدام الطاقة الكهربائيّة الشمسيّة”.
أنواع المضخّات
يوجد العديد من المضخّات لسحب المياه، ولكن لكلّ نوع من تلك المضخّات المجال والظروف التي يعمل فيها، ويمكن تناول هذه الأنواع بالتفصيل فيما يلي:
أوّلًا: مضخّات سحب المياه السطحيّة
وهي مضخّات يتمّ وضعها فوق سطح الأرض؛ لسحب المياه من الأعماق، منها ما يعمل بالديزل، وهذا النوع غير مناسب في الصحراء العميقة؛ لأنّها غير ممهدة الطرق، فلا يتمكّن الوقود من الوصول إليها، ومنها ما يعمل بالطاقة الكهربائيّة من خلال شبكة الكهرباء، وهي غير مناسبة بالمرّة في تلك الأماكن أيضًا.
وهناك مضخّات تستمدّ طاقتها الكهربائيّة من الطاقة الشمسيّة، وتعتبر هي النوع الأمثل لتلك الأماكن، ولكنّها للأسف لا تعمل على أعماق أكثر من عشرة أمتار.
ثانيًا: غطّاسات سحب وضخّ المياه
وهي مضخّات تمّ تصميمها لتكون غاطسة في المياه ذاتها؛ لتقوم بسحب الماء من أعماق تزيد عن عشرة أمتار، وهي مضخّات تعمل بالكهرباء، إما الكهرباء المباشرة المستمدّة من شبكة الكهرباء، ولكنها لا تناسب الأماكن النائية التي لا تغطيها شبكة الكهرباء، وإما تعمل بالكهرباء المستمدّة من الطاقة الشمسيّة، وهي أنسب الأنواع لتلك الأماكن النائية.
مكوّنات غطّاسات الطاقة الشمسيّة
كما سبق القول بأنّ غطّاسات الطاقة الشمسيّة هي مضخّات تعمل بالطاقة الشمسيّة، وبالتالي فهي تتكوّن من عدّة مكوّنات، يمكن تناولها على النحو التالي:
أوّلًا: الغطّاسات ذاتها
وهي مضخّات سحب، ذات قدرات سحب وضخّ مختلفة، ويتمّ قياسها بالحصان، وتعمل وهي غاطسة بالماء؛ مما يعطيها ميزة التخلّص من ردّ فعل الضغط المعاكس، الذي يتكوّن من ردّ فعل المياه المتواجدة بخراطيم السحب، المتدلية من أعلى لأسفل في المضخّات السطحيّة، ممّا يتيح لها تسخير كلّ طاقتها في ضخّ المياه فقط، فيزيد ذلك من كفاءتها العمليّة، وتوفير الطاقة الكهربائيّة الناتجة عن توفير العبء عن تلك الغطّاسات.
ثانيًا: ألواح الخلايا الشمسيّة
وهي مجموعة الخلايا الشمسيّة التي تقوم بتحويل الطاقة الشمسيّة إلى طاقة كهربائيّة، فتمدّ الغطّاسات بالكهرباء اللازمة للعمل، ويتوقّف عددها على كميّة الكهرباء اللازمة لتشغيل تلك الغطّاسات.
ثالثًا: المكوّنات الملحقة
وهي عبارة عن مجموعة الدوائر الكهربائيّة اللازمة لاكتمال منظومة العمل، ومضخّمات الجهد الكهربيّ، وأحيانًا بعض البطّاريّات القابلة للشحن لتخزين الطاقة؛ لعمل المضخّات في الأوقات الضروريّة في الأيام غير المشمسة، أو للعمل ليلًا، وأيضًا لتعويض فرق الجهد الذي ينخفض مع انسحاب الشمس أو تسللها للغروب.
حتميّة غطّاسات الطاقة الشمسيّة
في حالة استزراع الأراضي الصحراويّة، أو غيرها، يواجه المستثمر نقص المياه، أو بمعنى أدقّ أنّ المياه متواجدة، ولكن على أعماق بعيدة لا تناسب المضخّات السطحيّة، وكذلك لا يوجد مصدر للطاقة الكهربائيّة، ففي هذه الحالة تكون مضخّات الطاقة الشمسيّة هي الحلّ الأمثل لتلك المعضلة الكبرى.
اقراً أيضا
يتزايد توجّه الاستثمار الحكوميّ والخاصّ إلى تعمير الصحراء، بزراعتها، وإقامة المشروعات ذات الطابع الوطنيّ بها؛ وبالتالي تصبح غطّاسات الطاقة الشمسيّة سلعة وطنيّة، يجب الحفاظ على رواجها، وتسهيل تواجدها للخدمة الوطنيّة، إمّا بالاستيراد، أو التصنيع المحليّ.
لمزيد من التوضيح شاهد الفيديو التالي
التعليقات