تعتبر الحرائق من أشرس الأخطار التي تهدّد الإنسان في حياته وماله، فهي لا تبقي ولا تذر، ولا تترك شيئًا إلا أتت عليه، فهي قابلة للزحف وتخطّي الأسقف والجدران، وكان قديمًا، ومازال، يُستخدم الماء في إخمادها، ولكنّ هناك بعض الحرائق التي يُعتبر استخدام الماء في إطفائها خطأً فادحًا ، كحرائق خزّانات الوقود، وحرائق الكهرباء، والحرائق شديدة الاشتعال، كحرائق الطائرات داخل المطارات؛ ولذلك اجتهد العلماء في ابتكار العديد من أنظمة إطفاء الحريق؛ للتعامل مع تلك الحرائق، وبالفعل كان ابتكار التصميم الأكثر فاعليّة، والأنسب طريقةً في إطفائها، إنّه تصميم نظام الإطفاء بالفوم، وهو موضوع مقالنا، فتابعونا.
ما هو الفوم Foam
هناك العديد من أنواع الفوم، الذي يُستخدم في مجالات الديكور والصناعات المختلفة، ولكنّ الذي يهمّنا في هذا المجال هو الفوم المستخدم في إطفاء الحرائق (AFFF) Aqueous Film Forming، وهو عبارة عن ناتج من مواد كيماويّة، أو عضويّه، يتمّ خلطها بالماء؛ لإنتاج رغاوي الفوم المستخدم في إطفاء الحرائق، وأوّل إنتاجٍ لها كان عام 1902، من قِبل المهندس الكيميائيّ الروسيّ ألكسندر لوران، والتي تمّ تطويرها فيما بعد من حيث آليّة إنتاجها، أو تخزينها ودفعها في اتّجاه الحرائق.
خصائص فوم الحرائق
يمتاز الفوم بالعديد من المميّزات، التي جعلت منه مادة سحريّة في إطفاء الحرائق، نوضحها في الآتي:
انخفاض الكثافة: يعدّ الفوم مادة منخفضة الكثافة، مقارنة بجميع المواد السائلة القابلة للاشتعال؛ حيث تبلغ كثافته حوالي m3/17Kg تقريبًا؛ ممّا يجعله قابلًا للطفو فوق جميع السوائل المحترقة، وبالتالي تحبس الأكسجين عن سطح السوائل والأشياء المحترقة؛ ممّا يؤدّي إلى إطفائها.
انخفاض درجة الحرارة: فدرجة حرارة الفوم منخفضة جدًا؛ ممّا يساعد على تبريد الأجزاء المشتعلة، فيهدّئ من قابليتها للاشتعال مرّة أخرى، وانحسار الحريق.
اللزوجة العالية: على الرغم من أنّه ذو كثافةٍ منخفضة، إلّا أنّه ذو مُعامل لزوجة عالية؛ ممّا يؤدّي إلى إلتصاقه بشدّة بالأجسام المشتعلة، وبالتالي إطفائها.
عازل للكهرباء: وهذه الميزة تجعل منه مادة مثاليّة لإطفاء محوّلات الكهرباء، وجميع الحرائق التي بها ماس كهربائيّ.
تصميم نظام الإطفاء بالفوم Foam Supression System
يعدّ هذا النظام من أهمّ الأنظمة التي تُستخدم في إطفاء الحرائق من النوع (B)، ويتمّ تصميمه من المكوّنات الآتية:
أوّلًا: المكوّنات الميكانيكيّة
وهي مجموعة المكوّنات الماديّة التي يتكوّن منها النظام، وهي عبارة عن:
- شبكة المواسير: وهي شبكة من المواسير متصّلة ببعضها البعض، وتوجد في نهاياتها الطرفيّة الرشّاشات، التي تقوم بضخّ الفوم في أماكن الحريق حال حدوثه.
- محابس التحكّم: وهي مجموعة من المحابس، موزّعة على نقاط يتمّ اختيارها من قبل مهندس النظام؛ للتحكّم في عمليّة خلط الماء بمادة محلول الرغوة.
- الخلّاط: وهي أماكن خلط الماء بمحلول الرغوة، لتكوين الفوم عند الرشّ.
- الرشّاشات: وهي النهايات الطرفيّة لشبكة المواسير، والتي يتمّ إخراج الفوم من خلالها.
ثانيًا: المكوّنات الكهربائيّة
وهي مجموعة الدوائر الإلكترونيّة التي يتكوّن منها النظام، وهي:
- مشغّل النظام: في حالة حدوث الحريق، يقوم مشغّل النظام بتشغيل النظام، وفتح المحابس، والتنسيق بين مكوّناته الميكانيكيّة.
- الكواشف: وهي الحسّاسات Sensors التي تقوم باكتشاف الحريق، ومن ثَمّ عمل وتشغيل النظام.
- مفتاح الضغط: وهو الذي يتحكّم في عمليّة ضخّ الماء، ومحلول الرغوة لتكوين الفوم.
- لوحة التحكّم: وهي اللوحة الإلكترونيّة لتجميع جميع نقاط كواشف (حسّاسات) النظام.
مميّزات التصميم
يتمتّع تصميم نظام إطفاء الحرائق بالفوم بمجموعة من المميّزات، التي لا تتوافر لغيره من الأنظمة، والتي يمكن تناولها على النحو الآتي:
- استخدام الفوم: يعتبر استخدام تصميم النظام للفوم في عمليّة الإطفاء، هو بمثابة الاستفادة من جميع مميّزات الفوم في إطفاء الحرائق.
- يعمل النظام أوتوماتيكيًّا: حيث يعمل هذا النظام آليًّا؛ ممّا يساعد على إخماد الحرائق في المهد قبل استفحالها.
- التكلفة المناسبة: تعدّ تكاليف النظام من التكاليف المناسبة نسبيًّا مع الإمكانات، والمميّزات التي يقدّمها في إطفاء الحرائق، مقارنةً مع بقيّة تصاميم الأنظمة الأخرى.
من خلال ما تمّ استعراضه عن تصميم نظام إطفاء الحريق بالفوم، نجد أنّه التصميم الأجدر بالتركيب، والذي يكافئ ما يُدفع فيه من تكلفة، بل ويزيد، والأكثر تحقيقًا للأمان المطلوب، والوقايةُ خيرٌ من العلاج.
التعليقات