نشأ العالم بسيطًا وبدائيًًّا، بدون أي إمكانيات، أومقومات الراحة والرفاهية، ولكن مع تمتع الإنسان بالعقل، دفعه لتحقيق الكثير من الإنجازات العظيمة، التي خلدت أسماء العديد من العلماء والمخترعين حتى يومنا هذا، وسجلت أسماءهم بأحرف من ذهب على صفحات الكتب ليتدارسها الطلاب، ويقرؤها هواة القراءة. وتعدّ ماكينة الخياطة واحدة من تلك الاختراعات العظيمة، التي أنجزها الإنسان، لتسهل عليه الكثير، من الوقت والجهد المبذول في الخياطة اليدويّة، بالإضافة إلى فتح المجال أمام الإنسان للإبداع في التصميم، بكل سهولة؛ لذلك سوف نتعرف على صاحب الفضل في اختراع ماكينة الخياطة، من خلال هذا المقال، فتابعونا.
تعريف آلة الخياطة
يمكن تعريف آلة الخياطة على أنها: “ماكينة تقوم باستخدام إبرة رفيعة من الحديد؛ بغرض وصل ودمج الأقمشة مع بعضها البعض، بالاستعانة بالخيوط، من خلال توجيهها وتحريكها آليا”.
ولا يقتصر عمل ماكينة الخياطة على هذا الدور فقط، بل ساعدت الإنسان بشكل كبير في حياته، ووفرت لديه الوقت والجهد في تصنيع الملابس، مع الدقة والجودة وسرعة في الأداء.
أول براءة اختراع لماكينة الخياطة
قام عدد من المخترعين بتسجيل أول براءة اختراع لماكينة الخياطة، ويمكن توضيح هؤلاء العلماء فيما يلي:
المخترع توماس سانت:
تمّ التوصل إلي أول اختراع لآلة الخياطة، على يد المخترع توماس سانت؛ حيث حصل على أول براءة اختراع لماكينة الخياطة عام ١٧٩٠م، والتي صمّمها باستخدام الأخشاب، وكانت هذه الماكينة تعمل باستخدام مِخراز، وخيط واحد؛ للقيام بتخييط الجلود والخيش؛ حيث أنه لم يعتمد في آلته للخياطة، علي الأبرة التي صمّمها المخترع الألماني واينستاين.
المخترع بارثيلمي ثيمونييه:
تمكن المخترع الفرنسي بارثيلمي ثيمونييه الذي كان يعمل خيّاطًا من تسجيل براءة اختراع أول آلة خياطة، بطريقة عملية في عام ١٨٣٠م، ولقد استخدم في ماكينته للخياطة إبرة خُطّافية، تقوم بالخياطة من خلال دوّاسة متصلة بالخيط.
وتمّ تصميم هذه الماكينة من أجل تصنيع ملابس الجنود، ثم تمّ تصميم ما يقرب من الثمانين ماكينة مماثلة لماكينة بارثيلمي؛ من أجل تصنيع ملابس الحكومة الفرنسية، وهو السبب الرئيسي وراء طرد عمال الخياطة العاملين لدى الحكومة الفرنسية؛ مما أثار غضبهم وقاموا بتدمير جميع آلات الخياطة.
المخترع والتر هانت:
تمكن والتر هانت الأمريكي، من اخترع ماكينة خياطة متطورة في القرن العشرين، مع بداية الثلاثينيات منه، إلا أنه لم يعمل على تسجيل براءة اختراع.
المخترع إلياس هاو:
وهو المصمم الحقيقي لماكينة الخياطة المتواجدة في عصرنا هذا؛ حيث حصل على أول براءة اختراع لآلة الخياطة الفعليّة في عام ١٨٤٦م، والتي تمّ الترويج لها وبيعها في الأسواق، وكانت هذه الماكينة مصمّمة بإبرة حديثة من اختراع إلياس، وهي تلك الإبرة المعروفة لدينا ذات العين الواحدة في رأسها.
كما أنها تحتوي على نفس مكونات الماكينة المتعارف عليها الآن، بها مكوك، وإبرة، وذراع يعمل على إدخال الخيط وربطه في القماش، وتستخدم الغُرز المحكمة التي يصعب فكّها، بخلاف الغُرز السلسلة التي كانت تستخدم سابقًا، والتي من اليسير فكّها بكل بساطة.
المخترع إسحاق سنجر:
تمكن إسحاق سنجر من تصميم أول ماكينة خياطة لها ذراع صلبة، بالإضافة إلى بعض المكونات الحديثة الأخرى مثل الطاولة التي تمكّن من الخياطة العموديّة، والقدم الضاغطة، والدوّاسة.
على الرغم من جهود إسحاق سنجر في تصميم هذه الماكينة؛ إلا أنه تلقى دعوة قضائية ضده من إلياس هاو؛ حيث قام باتهامه بالاستعانة ببعض القطع من ماكينته الخاصة، وبناءً عليه قام إسحاق سنجر بإعادة حقوق الامتياز للمخترع إلياس هاو، ودفع له مقابل مادي تعويضًا عن هذا الفعل.
ثم عمل سنجر على بناء شركة لصناعة آلات الخياطة؛ وفيما بعد على تصميم ماكينة الخياطة الكهربائيّة.
تعدّ ماكينة الخياطة واحدة من أهم الاختراعات التي أضافت لون وطعم آخرللحياة، في الزيّ، والأناقة، وجمال التصميم؛ فهي لا توفر الوقت والجهد والمال فقط، بل تساعد المرء على الابتكار والتصميمات الرائعة، التي تعطيه راحة نفسيّة، ومظهرًا جماليًّا.
التعليقات