يولد الإنسان بالعديد من الغرائز التي تجعله مميّزًا عن غيره من المخلوقات الأخرى، وتعدّ الرغبة الشديدة في التواصل مع الآخرين، وحب التواجد معهم، أو زيارتهم من وقت لأخر، أو علي الأقل معرفة أحوالهم، والاطمئنان عليهم بشكل غير مباشر، هي واحدة من أهم هذه الغرائز المميّزة في الإنسان، وبسبب هذه الرغبة الملحّة في التواصل الاجتماعي؛ تمّ التوصل إلى الكثير من أنواع وسائل الاتصال لإشباع تلك الرغبة عند الإنسان، ولقد مرت وسائل الاتصال بالعديد من المراحل المتطورة، منذ التوصل إليها وحتى وقتنا هذا، وسوف نتعرف على كل هذه المراحل من خلال هذا المقال، فتابعونا.
مفهوم وسائل الاتصال
يمكن تعريف وسائل الاتصال علي أنها “عبارة عن بعض الأساليب والوسائل المبتكرة على مرّ الزمان، من أجل الترابط والتواصل الاجتماعيّ، وتبادل المعلومات والخبرات”، كما يمكن توضيحها بصورة أخرى، على أنها “طريقة معينة يتمّ من خلالها التواصل بين فردين أو أكثر، بغرض تحقيق هدف منشود وراء هذا الاتصال، سواء كان نقل معلومات وأخبار، أو بغرض التواصل الاجتماعي فقط”.
محاور وسائل الاتصال
لكي يتمّ الاتصال بين الأفراد بشكل ناجح لابد من توافر ثلاثة عناصر أساسية فيه، ويمكن توضيح هذه العناصر فيما يلي:
المرسِل: وهو ذلك الشخص الذي يتمثّل دوره في إرسال البيانات والمعلومات إلى المرسل إليه أو المستقبل.
المرسَل إليه: وهو أيضًا ما يعرف بالمستقبل؛ حيث يقوم باستقبال البيانات أو المعلومات الواردة من المرسِل.
وسيلة الاتصال: وهي عبارة عن الأداة أو الجهاز الذي يتمّ من خلاله إرسال الرسائل أو البيانات والمعلومات.
مراحل تطوّر الاتصالات البشريّة
هناك عدة مراحل متطورة من الاتصالات البشرية، ويمكن توضيح هذه المراحل بحسب اكتشافها، وتطويرها، على النحو التالي:
المرحلة الأولى: الاتصال المباشر
يعدّ الاتصال المباشر هو الأسلوب البدائي الذي عرفه الإنسان في نقل المعلومات، والتواصل بين أفراد المجتمع؛ حيث يعدّ أبسط الطرق للتواصل بين الناس؛ فهو لا يحتاج أكثر من شخص يقوم بدور وسيلة الاتصال، وهو ما يشار إليه باسم المرسال، ويعمل على توصيل المعلومات بطريقة شفهية، يقوم بنقلها إلى المرسَل إليه.
علي الرغم من بساطة هذه الوسيلة، إلا أنها مازالت مستخدمة حتى يومنا هذا؛ فهي تعدّ من أهم وسائل الاتصال التي لن ينتهي زمانها.
المرحلة الثانية: الاتصال السلكيّ
نستطيع أن نقول أن هذا النوع من وسائل الاتصال ظهر مع بداية اكتشاف الطاقة الكهربائيّة؛ حيث تولدت لدي العلماء والمخترعين التفكير في أنسب الطرق الممكنة؛ من أجل ابتكار وتصميم وسائل الاتصال، بالاستعانة بهذه الطاقة الجديدة، ولقد كان من نتاج هذه الجهود التوصل إلى التليغراف، واستعمال البرق، واستخدام الكهرباء في إرسال الرسائل.
ثم تطورت وسائل الاتصال بشكل أكبر، حتى تمّ التوصل إلى اختراع الهاتف، وهي تلك الوسيلة التي تقوم بالتواصل الصوتي بين الأفراد، من أجل تبادل المعلومات والأخبار، ولم يتوقف التطور عند هذا الحدّ، بل استمر العلماء في التطوير والتجديد في الهاتف؛ حتى تمّ التوصل إلى الفاكس.
المرحلة الثالثة: الاتصال اللاسلكيّ
تمّ الوصول إلى هذه التقنية مع التوصل إلي أول رسالة لاسلكيّة؛ مما يسّر من اختراع الراديو، وما تلاه من ابتكار محطات إذاعيّة؛ لنشر العديد من المحتويات الفنيّة المتخصصة، كما تمّ استخدمها أيضًا في عمل الأجهزة اللاسلكيّة للضباط والعسكريين، خاصة مع الحروب والصراعات السياسيّة.
توالت الاختراعات في هذه المرحلة لتضمّ التلفاز، الذي يعدّ من أهم تطورات هذه المرحلة، والذي استمر التطوير فيه حتى يومنا هذا.
المرحلة الرابعة: الحاسوب والإنترنت
بدأ الحاسوب البسيط في الظهور، ثم استمرت التطورات به حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم؛ حيث أصبح عصب التكنولوجيا الحديثة، التي لا يخلو منها منزل.
تشكّل وسائل الاتصال طفرة كبيرة في عالم التكنولوجيا؛ حيث أصبحت جزءًا رئيسيًّا من حياة الأفراد والمجتمعات؛ لما تقدمه من خدمة عظيمة للبشريّة، بالإضافة إلى المساهمة الكبيرة في التطوير والنهوض بالمجتمعات، ومازال العالم في تقدم يبحث عن كل ما هو جديد.
التعليقات