يعدّ الحاسوب مظهرًا من مظاهر قمّة التقدم التكنولوجيّ الرقميّ، وكذلك تعدّ أبحاث تكنولوجيا إنتاج الرقائق الرقميّة المغذّية للحاسوب، في صدارة البحث العلميّ؛ لما تقدمه تلك الرقائق من تغيّر جذريّ في وظائف وإمكانات الحاسوب، وذاكرة RAM و ROM من تلك المكونات، التي يتوقّف عمل الحاسوب عليها ابتداء، ولكن هناك ثمة فروق جوهريّة بينهما، والفرق بين RAM وROM، هو موضوع مقالنا، فتابعونا.
قبل أن نتناول ماهيّة RAM وROM يجب علينا التعرض لمكونات الحاسوب الماديّة، وغير الماديّة، وكيفيّة التنسيق فيما بينهما، ابتداء من عملية شروع الحاسوب في الإقلاع، ثمّ ممارسته لمهامّه؛ حتى يتسنى لنا فهم ماهيتهما، وعملهما، وذلك على النحو الآتي:
أولًا: مكونات الحاسوب
يتكون الحاسوب من مكونين رئيسين، هما:
المكونات الماديّة: وهي عبارة عن جميع المكونات التي يمكن رؤيتها، أو لمسها باليد، ومن ضمنها قطعتي RAM وROM.
المكونات غير الماديّة: وهي عبارة عن مجموعة برامج التشغيل، التي تعمل من خلالها المكونات الماديّة، والتي تحدد للحاسوب مهامّه، وتعطيه خوارزميّات تنفيذ تلك المهام.
ثانيًا: التنسيق بين مكونات الحاسوب
وهنا يأتي دور الوسيط بين الحاسوب والبرمجيات، وهو دور ROm وRAM، وعلى ذلك يمكننا التعرض لماهية كل منهما على النحو التالي:
ماهي ذاكرة الـ ROM ؟
تعمل ROM عمل الوسيط بين الحاسوب بمكوناته الماديّة، ومجموعة برمجيات العمل؛ حيث تبدأ مهامّها عندما يتمّ الضغط على زرّ الباور، فيشرع الحاسوب في الإقلاع وتحميل برنامج التشغيل من الهارد ديسك، فالذي أعطاه ذلك الأمر وخوارزميّات عمله هي ROM.
فهي إذن عبارة عن ذاكرة دائمة مصغرة، تحتوي على برنامج تشغيل بسيط تمّ تصميمه من قبل الشركة المصنِّعة، دون إمكانيّة تغييره من قبل المستخدم، مهمّته أنه يعمل بادئ تشغيل عند توصيل التيار الكهربائي بالحاسوب، وهي ما يُطلق عليها ذاكرة القراءة فقط.
أي تقوم بقراءة مكونات الحاسوب عند توصيل التيار الكهربائيّ، وإعطائه تعليمات التشغيل والتعرف على مكوناته، وعند تحميل برنامج التشغيل الرئيس من الهارد ديسك ينتهي دورها، ويستمر دور البرنامج الرئيس حتى غلق الجهاز.
ماهي ذاكرة الـ RAM؟
عندما يبدأ برنامج التشغيل عمله، تأتي مهمّة ذاكرة RAM؛ فهي ذاكرة قراءة وكتابة مؤقتة، وتعمل وسيطًا بين ذاكرة الحاسوب الدائمة- الهارد ديسك- والمكونات المادية للحاسوب-المعالج- من خلال برنامج التشغيل، فعند تشغيل أي برنامج، أو لعبة، أو فيديو، يتمّ تخزين تلك البيانات أولًا في RAM لإدارتها من المخزن الرئيس-الهارد- إلى المعالج، ثمّ من المعالج إلى أي من الهارد مرة أخرى، أو وحدات الإخراج المختلفة؛ وبالتالي فهي تحتاج إلى أن تكون ذات سعة كبيرة نسبيًّا.
الفرق بين RAM و ROM (مقارنة)
مما سبق يمكننا تناول الفرق بين RAM وROM في النقاط الآتية:
حجم الذاكرة: تعتبر RAM ذات حجم أكبر من ROM، بما يناسب مهمتها، فبينما تبلغ مساحة الرام بضع جيجابايتس، تكون مساحة الروم عدّة ميجات، وكلما كانت الرام أكبر مساحة، كلما كانت سرعة الحاسوب أسرع، ويؤدي مهامه بكفاءة عالية.
نوع الذاكرة: ذاكرة RAM هي ذاكرة مؤقته، تُمحى بمجرد فصل الباور، بينما ذاكرة ROM هي ذاكرة دائمة، لتناسب مهمّتها، فلا تتأثر بفصل الباور.
سُلطة المستخدم: ذاكرة RAM يستطيع المستخم تغيير محتواها باستمرار، بتغيير البرامج التي يتمّ تشغيلها؛ ولذا فهي ذاكرة قراءة وكتابة، بينما ذاكرة ROM لا يمكن تغييرها من قبل المستخدم العادي.
الاستخدام: تعمل ذاكرة RAM كذاكرة رئيسة بالنسبة للمعالج؛ لحفظ البرامج والبيانات التي يقوم بمعالجتها، بينما تعمل ROM كذاكرة بادئ تشغيل، فهي برنامج تشغيل مصغر جدًا.
السرعة: تعتبر ذاكرة RAM فائقة السرعة بالنسبة ROM.
ترتيب العمل: يبدأ عمل RAM لاحقًا على عمل ROM.
قابليّة التلف: نظرًا للتحميلات، والتشغيل الزائد تكون ذاكرة RAM عرضة للتلف على خلاف ذاكرة ROM.
الصيانة: يمكن صيانة RAM عند تعرّضها للتلف باستبدالها بأخرى أكبر سعة، أو مماثلة بواسطة المستخدم، بينما ROM تحتاج إلى فنيّ صيانة؛ لإعادة برمجتها-شحنها- أو استبدالها.
اقرا ايضاً
تلعب كل من ذاكرة RAM وROM دورًا مهمًّا في آداء عمل الحاسوب، وهناك فارق كبير بينهما، من حيث النوع والوظيفة لكل منهما، وبالرغم من الضآلة النسبيّة لذاكرة الروم إلا أنها ذات مهمّة وظيفيّة عالية جدًا؛ فهي تنقل الحاسوب من الموت إلى الحياة بمجرة تشغيل الباور، وقد أحسن المصمّم صنعًا إذ جعل ذاكرة الرام قطعة منفصلة، يتمّ رفعها وتركيبها بكل سهولة، ومن خلالها يمكن تحسين مستوى أداء الحاسوب كليًّا.
التعليقات